شرح درس: "سورة الانفطار (وصف يوم القيامة)"
للصف الخامس الابتدائي
هذا الدرس يتناول سورة الانفطار، وهي من السور التي تتحدث عن يوم القيامة ووصفه، وكيفية حدوث بعض الأمور التي تغير الكون كما نعرفه. السورة تتحدث عن انقلاب النظام الكوني المعتاد، لتشير إلى بداية يوم القيامة، وهو اليوم الذي ينتهي فيه الكون وتبدأ فيه الحسابات العظيمة للبشر.
المحور الأول: وصف يوم القيامة وحال الإنسان وقت الحساب
- في هذا المحور، نجد أن الآيات الكريمة تصف مشاهد مخيفة ومهيبة. الله تعالى يقول:"إِذَا السَّمَاءُ انفَطَرَتْ"هنا يشير الله إلى السماء التي كانت دوماً ثابتة ومتينة ستنشق وتتفتت في ذلك اليوم الرهيب. هذا يرمز إلى انهيار النظام الكوني الثابت.
- ثم يستمر الوصف ويقول الله:"وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ"أي أن النجوم والكواكب التي نراها منتظمة في السماء ستتساقط وتتفرق، كما تتناثر الجواهر من عقد انقطع خيطه.
- ثم يضيف الله تعالى:"وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ"في هذا الوصف، نرى كيف أن البحار التي كانت هادئة ومستقرة ستنفجر وتتحول إلى شيء لا يمكن تصوره. هذه الآية تشير إلى تحول الطبيعة نفسها بشكل جذري.
- وأخيرًا، يخبرنا الله:"وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ"أي أن الموتى سيخرجون من قبورهم، وستفتح القبور وكأنها تُقلِبُ ما بداخلها، فيخرج الناس لمواجهة يوم الحساب.
الآية التالية توضح:
"عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ"
في هذه الآية، يفهم كل إنسان ماذا قدَّم من أعمال في حياته وما أخر، وسيحاسب عليها. هذا الوصف يشير إلى لحظة الحقيقة التي لا مفر منها لكل البشر.
المحور الثاني: عتاب الله تعالى للإنسان في غفلته عن خالق الكون
- يوضح الله في الآيات التالية عتابًا للبشرية الغافلة عن حقيقة هذا اليوم العظيم. الله يقول:"يَا أَيُّهَا الإِنسَانُ مَا غَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ"هنا الله يسأل الإنسان الغافل: ما الذي خدعك وجعلك تتجاهل عظمة الله وكرمه؟ كيف يمكن للإنسان أن ينسى ربه الذي خلقه وسواه؟
- "الَّذِي خَلَقَكَ فَسَوَّاكَ فَعَدَلَكَ"هذه الآية تذكر الإنسان بأن الله هو الذي خلقه بشكل متوازن وكامل، فجعل لكل جزء من جسده دورًا محددًا في نظام دقيق، مما يظهر عظمة الخالق.
- ثم يذكر الله:"فِي أَيِّ صُورَةٍ مَّا شَاءَ رَكَّبَكَ"أي أن الله خلق الإنسان بالصورة التي شاءها، وقدر لكل إنسان صورته الفريدة. هذه الآية تذكرنا بأننا مخلوقون بحكمة إلهية.
- ثم ينتقل الله في حديثه ليعاتب الإنسان على تكذيبه باليوم الآخر:"كَلاَّ بَلْ تُكَذِّبُونَ بِالدِّينِ"هنا يتحدث الله عن الغفلة التي يعيشها الكثير من البشر بتكذيبهم ليوم الحساب والدين.
المحور الثالث: انقسام الناس إلى مؤمنين وكافرين في الآخرة وجزاؤهم
في هذا المحور، الله يصف لنا انقسام البشر في الآخرة إلى فئتين، المؤمنين والكافرين، وجزاء كل فئة.
- يقول الله:"وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ"أي أن هناك ملائكة موكلة بمراقبة كل ما يقوم به الإنسان من أعمال، سواء خير أو شر.
- "كِرَامًا كَاتِبِينَ، يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ"هؤلاء الملائكة كرام في أخلاقهم وكتابتهم للأعمال التي يقوم بها الإنسان، فهم يسجلون كل شيء بدقة.
- بعد ذلك، يذكر الله الجزاء للمتقين:"إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ"أي أن المؤمنين الصالحين، الذين قدموا أعمالًا صالحة في الدنيا، سيكافئون بنعيم الجنة في الآخرة.
- وعلى العكس، يذكر الله حال الكافرين:"وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ"هؤلاء الفجار الذين ارتكبوا المعاصي وعصوا الله، سيكون جزاؤهم الجحيم في الآخرة.
الأهداف الأساسية للدرس:
- فهم مشاهد يوم القيامة:في بداية السورة، تصف الآيات كيف سيتغير الكون في يوم القيامة، وهذا يساعدنا على تصور هول هذا اليوم وعظمته.
- تذكير الإنسان بضرورة التوبة والإيمان:من خلال العتاب الإلهي، يتذكر الإنسان أنه يجب عليه أن يتوب ويعود إلى الله، لأن الله خلقه برحمته وكرمه.
- التأكيد على مراقبة الأعمال:تذكرنا السورة بوجود ملائكة تراقب وتكتب كل ما نقوم به من أعمال، وهذا يشجع على فعل الخير والابتعاد عن الشر.
- جزاء المؤمنين وجزاء الكافرين:توضح الآيات الفرق بين نهاية الأبرار والفجار، مما يحث الإنسان على اختيار الطريق الصحيح في الحياة.
إعداد المعلم: محمود أشرف - قناة بالضاد نتكلم
يمكنك أيضًا مشاهدة شرح الدرس على قناتنا على اليوتيوب "بالضاد نتكلم"، وهو من إعدادي، المعلم محمود أشرف
بالتوفيق والسداد للجميع