شرح آيات من سورة الحشر
للصف السادس الابتدائي
شرح آيات من سورة الحشر للصف السادس الابتدائي
تعد سورة الحشر من السور المدنية التي نزلت في المدينة المنورة، وتتألف من 24 آية. وقد نزلت في السنة الرابعة للهجرة قبل غزوة الأحزاب. في الجزء الأخير من السورة، يوجه الله تعالى المؤمنين إلى التقوى والعمل الصالح، كما يبين فضل القرآن وأثره في هداية القلوب، ثم تُختم السورة بذكر بعض أسماء الله الحسنى.
توجيه الله (تعالى) المؤمنين للتقوى والعمل الصالح:
يبدأ الله تعالى بتوجيه خطاب للمؤمنين في الآية 18-19:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلتَنظُرْ نَفْسٌ مَّا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ. وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْ أُولَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}.
سورة الحشر (18-19)
في هذه الآيات، يدعو الله المؤمنين إلى تقوى الله والعمل الصالح تحضيرًا ليوم القيامة. يُطلب من المؤمن أن يتأمل فيما قدمه من أعمال ليوم الحساب. الله خبير بكل ما يفعله الإنسان، لذا يحثهم على أن يكونوا واعين بتصرفاتهم، وألا يغفلوا عن ذكر الله كما فعل الكافرون الذين نسيهم الله، وبالتالي أضاعوا أنفسهم وأصبحوا من الفاسقين.
التوجيهات اللغوية:
- تتقوا: معناها: تخافوا.
- ولتنظر: معناها: فلتتأمل.
- نسوا الله: أي لم يتذكروا أمره وتوجيهاته.
- فأنساهم أنفسهم: أي جعلهم يغفلون عن مصلحتهم الحقيقية.
الحث على تدبر القرآن:
يُبين الله تعالى في الآية 21 أثر القرآن على القلوب:
{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ}.
سورة الحشر (21)
يوضح الله تعالى مدى عظمة القرآن وقوته وتأثيره، حيث لو أُنزل القرآن على جبل لرأيت الجبل يتصدع ويتشقّق من خشية الله. هذا يعكس مدى تأثير القرآن على من يتدبره ويفهم معانيه، وكيف يمكن أن يهز القلوب الصلبة ويحولها إلى قلوب خاشعة ورقيقة.
التوجيهات اللغوية:
- خشعاً: معناها: متواضعاً.
- متصدعاً: معناها: متشقّقاً.
الإيمان بالله (تعالى) ومعرفة بعض صفاته:
تختتم السورة بذكر بعض أسماء الله الحسنى في الآيات 22-24:
{هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ ۖ هُوَ الرَّحْمَٰنُ الرَّحِيمُ. هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ ۚ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ. هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ ۖ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ ۚ يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۖ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ}.
سورة الحشر (22-24)
تُظهر هذه الآيات جوانب من عظمة الله وصفاته العُليا. يُعلن الله أنه لا إله إلا هو، وهو عالم الغيب والشهادة، رحيم بالمؤمنين، وقدوس طاهر من كل نقص. كذلك، هو الملك الذي يملك كل شيء، وهو العزيز القوي الذي لا يُغلب. ويختتم الله بالقول أن له الأسماء الحسنى، وهو الخالق المبدع لكل شيء في الكون.
معاني بعض الأسماء والصفات:
- عالم الغيب والشهادة:** يعرف كل ما هو خفي وما هو ظاهر.
- القدوس: الطاهر من كل عيب.
- السلام: من أسمائه الحسنى ويعني الذي يُسلم الناس من كل سوء.
- المؤمن: الذي يمنح الأمان لعباده.
- المهيمن: الذي يسيطر ويراقب كل شيء.
- العزيز: الذي لا يُغلب.
- الجبار: الذي يصلح الأمور وينفذ إرادته بقوة.
- المتكبر: الذي يتعالى عن أي نقص.
- البارئ: الذي يخلق الأشياء على هيئة مخصوصة.
- المصور: الذي يصور المخلوقات ويمنحها الأشكال والهيئات المختلفة.
- الحسنى: الأسماء التي تدل على صفات الله الكاملة.
الخلاصة:
تعتبر هذه الآيات من سورة الحشر دليلاً قويًا على عظمة الله تعالى ورحمته وحكمته. من خلال هذه الآيات، يتعلم المؤمن أهمية التقوى والعمل الصالح، والتفكر في آيات القرآن العظيم وأثرها في الحياة اليومية. وتوضح الآيات أيضًا أن الله سبحانه وتعالى له الصفات الكاملة والأسماء الحسنى، وأنه يجب على المؤمنين أن يسبحوه ويمجدوه على نعمه وآلائه.
يمكنك الاستماع إلى الآيات الآن على قناتنا على اليوتيوب ( بالضاد نتكلم ) لتسهيل الحفظ على الطلاب
بالتوفيق والسداد للجميع