درس "مريم ومريم" للصف الرابع الابتدائي
الموضوع:
في حصة العلوم، طلب الأستاذ مجدي من طلاب الفصل أن ينقسموا إلى مجموعات، بحيث يشترك أفراد كل مجموعة في تقديم لوحة تعبر عن البوصلة وتطورها. انضمت مريم إلى فريق كان به زملاؤها محمود وكريم وهاني وأشرف، والتفوا جميعًا في دائرة يناقشون فيما سيفعله كل منهم.
المقدمة:
درس "مريم ومريم" يتناول موضوعًا مهمًا عن المساواة بين الجنسين وأهمية دور المرأة في العلم والتكنولوجيا. من خلال هذا الدرس، يتعلم الطلاب عن البوصلة وتطورها، وأيضًا عن العالمة العربية مريم الأسطرلابي، التي أسهمت بشكل كبير في تطور العلوم الفلكية. الدرس يعزز قيم التعاون والاحترام بين الطلاب، ويبرز أهمية تقدير الجهود الفردية والجماعية بغض النظر عن الجنس.
تفاصيل الدرس:
طلب الأستاذ مجدي:
في بداية الدرس، طلب الأستاذ مجدي من طلابه أن يشكلوا مجموعات صغيرة ليعملوا معًا على تقديم لوحة تعبر عن البوصلة وتطورها. انضمت مريم إلى فريق يضم زملاءها محمود وكريم وهاني وأشرف، حيث بدأوا في مناقشة كيفية تقسيم العمل بينهم.
نقاش الفريق:
قالت مريم بحماس: "أعرف برنامج تحديد المواقع وهو تطور للبوصلة، إذ يستخدمه أبي أثناء قيادة السيارة على الطرق التي لا يعرفها. يمكنني جمع المعلومات لكم و..."، لكن محمود قاطعها قائلاً: "كلا، سنقوم نحن بتلك المهمة. فأنت فتاة ولن تستطيعي الإلمام بكل التفاصيل العلمية، يمكنك فقط إعداد اللوحة وتقسيم المعلومات في مربعات مع بعض الرسومات".
كان رأي باقي أفراد الفريق مثل محمود، فصمتت مريم احترامًا لرأي الأغلبية، لكنها كانت حزينة لدرجة أنها لم تدرك مرور الأستاذ مجدي بجانبهم واستماعه لما حدث.
تسليم اللوحات:
في الموعد المحدد لتسليم كل فريق لوحته، وقف الأستاذ مجدي في الفصل سعيدًا بالتزام الجميع بما طلب منهم، ثم شكرهم جميعًا وقال: "قبل التقييم الذي تنتظرونه لا بد أن أحكي لكم تاريخ اختراع برنامج تحديد المواقع. إن الفضل في اختراع هذا الجهاز يعود إلى عالمة الفلك العربية مريم الأسطرلابي، التي عاشت في القرن العاشر الميلادي".
قصة مريم الأسطرلابي:
فرحت مريم وزادت من تركيزها على استماع معلمها، بينما بدت الدهشة على وجوه باقي التلاميذ وخاصة محمود. واصل الأستاذ مجدي حديثه وقال: "تعلمت مريم علم الفلك والعلوم الفضائية من والدها منذ صغرها، وعملت لمدة ثلاثة وعشرين عامًا حتى اخترعت جهاز الأسطرلاب المعقد الذي أطلق عليه العرب وقتها جهاز ذات الصفائح".
قاطعت مريم معلمها وقالت: "وماذا يعني جهاز ذات الصفائح؟" قال الأستاذ مجدي: "هو نموذج للقبة السماوية تظهر عليه صورة السماء في مكان محدد عند وقت محدد حتى يسهل إيجاد المواقع عليه فيحسب بدايات الأشهر العربية عبر رؤية القمر، كما يمكنه تحديد أماكن النجوم والكواكب والوقت في الليل والنهار واتجاهات سير السفن".
العلاقة بين الأسطرلاب وبرنامج تحديد المواقع:
قال محمود: "وما علاقة الأسطرلاب ببرنامج تحديد المواقع؟" أجاب الأستاذ مجدي بابتسامة: "إن فكرة عمل برنامج تحديد المواقع تعتمد على فكرة عمل الأسطرلاب نفسها، وكذلك البوصلة وقد اخترعته امرأة في العصر الذهبي للحضارة العربية التي أتاحت الفرصة للجميع دون تمييز في التفكير والتعليم والابتكار، ولكن للأسف لا يعرف قصة مريم كثيرون".
الخاتمة:
شعر محمود بالخجل بعدما عرف قصة تلك العالمة التي تقوم على اختراعها ابتكارات حديثة في عالمنا المعاصر. نظر إلى زميلته مريم وقال لها: "أعتذر لو كنت قد استبقتك، ولكن لك أن تفتخري بأن اسمك على اسم مريم الأسطرلابي".
شرح الدرس:
1. الموضوع الأساسي:
يتناول هذا الدرس قضية مساواة المرأة والرجل في مجال التعليم والعلم. من خلال قصة مريم الأسطرلابي، يتعلم الطلاب عن دور المرأة التاريخي في العلم وكيف أنها ساهمت بشكل كبير في تقدم العلوم والتكنولوجيا.
2. الأهداف التعليمية:
- تعليم الطلاب كيفية العمل في مجموعات وتوزيع المهام بشكل عادل.
- تعزيز قيم الاحترام والمساواة بين الجنسين.
- تقديم معلومات تاريخية عن العالمة مريم الأسطرلابي ودورها في تطوير جهاز الأسطرلاب.
3. المناقشة والحوار:
من خلال الحوار بين مريم وزملائها، يتعلم الطلاب أهمية احترام الآراء وعدم التمييز على أساس الجنس. تصرف محمود وزملائه يعكس تحيزًا يجب تجنبه في المجتمع الحديث.
4. دور المعلم:
يلعب الأستاذ مجدي دورًا حيويًا في توجيه الطلاب وتوعيتهم. من خلال شرحه لقصة مريم الأسطرلابي، يعزز المعلم فهم الطلاب لتاريخ العلوم وأهمية دور المرأة فيه.
5. تأثير القصة:
القصة تترك أثرًا إيجابيًا على الطلاب، حيث يتعلمون أن التمييز والتحيز لا مكان لهما في مجال العلم والتعليم. كما يتعلمون أن الاحترام والتعاون هما أساس النجاح.
6. الأبعاد الثقافية:
الدرس يعزز فهم الطلاب للثقافة العربية والإسلامية من خلال تسليط الضوء على إسهامات العلماء العرب والمسلمين في تطوير العلوم. هذا يعزز شعور الفخر والانتماء الثقافي لدى الطلاب.
أهمية الدرس:
يعد هذا الدرس مهمًا جدًا في تكوين وعي الطلاب حول المساواة بين الجنسين وأهمية دور المرأة في المجتمع. من خلال سرد قصة مريم الأسطرلابي، يتعلم الطلاب أن الإنجازات العلمية ليست حكرًا على جنس معين، بل هي ثمرة جهد وتفكير واجتهاد من قبل جميع أفراد المجتمع. يعزز هذا الدرس قيم التعاون والاحترام ويحث الطلاب على التفكير بشكل عادل ومنصف تجاه زملائهم.
تطبيق الدرس في الحياة اليومية:
يمكن للطلاب تطبيق ما تعلموه من هذا الدرس في حياتهم اليومية من خلال:
- العمل بروح الفريق والتعاون مع زملائهم بغض النظر عن الجنس.
- احترام آراء الآخرين وتقدير إسهاماتهم.
- البحث عن نماذج تاريخية وعلمية ملهمة من مختلف الثقافات والجنسين لتكون قدوة لهم.
ختامًا:
يعد درس "مريم ومريم" من الدروس القيمة التي تهدف إلى توعية الطلاب بأهمية المساواة بين الجنسين ودور المرأة في تطور العلوم والتكنولوجيا. من خلال قصة مريم الأسطرلابي، يتعلم الطلاب قيم التعاون والاحترام والعمل الجماعي، مما يساهم في بناء جيل واعٍ ومثقف يقدر العلم والعلماء بغض النظر عن جنسهم.
كما يمكنك الاستماع إلى شرح الدرس على قناتنا على اليوتيوب :
بالتوفيق والسداد للجميع